ريو إيسي، أصغر رئيس تنفيذي لشركة صواريخ في العالم، يتلقى عر ًضا غير مسبوق من الهند... لكنه يوجه أنظاره نحو السعودية
في مشهد أقرب إلى الخيال منه إلى اجتماع تقليدي في إحدى القاعات، جلس أصغر رئيس تنفيذي
المهندس الياباني الشاب ذو 16 عا ًما إيسي ريو إيتاهاشي مع أكبر قادة الفضاء في الهند، حيث حظي هذا
الشاب الطموح بفرصة إلنشاء شركة لتصنيع الصواريخ، كمتعهد لوكالة أبحاث الفضاء الهندية لمدة عشر
سنوات من الزمن على األراضي الهندية.
في نوفمبر ،2024 وبعد أياٍم قليلة من تتويج منظمة أبحاث الفضاء الهندية بلقب "أفضل وكالة فضاء
ًء جمع
في العالم" خالل المؤتمر اإليطالي المرموق لعلوم الفضاء، شهد مقر الوكالة في بنغالور، الهند لقا
الشاب الياباني ريو إيسي مع رئيس الوكالة الدكتور إس. سوماناث إلى جانب خمسة من أبرز مديري الوكالة.
ثم تحول هذا اللقاء التعريفي إلى لحظة تاريخية عندما قدم رئيس الوكالة عرضا استثنائيا لهذا الشاب صاحب
الرؤية الصاروخية.
حيث أن هذا المهندس الياباني المتخصص في مجال الصواريخ والمقيم في أوروبا، معروف في األوساط
استراتيجيا،ً ويعّد القوة المحركة وراء إنشاء أول منصة فضائية للصواريخ الثقيلة في
الفضائية بوصفه خبيراً
العالم بالشرق األوسط.
خالل االجتماع، كان هدف ريو إيسي إقناع منظمة أبحاث الفضاء الهندية بأن تكون شريكا أساسيا في هذا
المشروع وهو إنشاء أول قاعدة فضائية خاصة إلطالق الصواريخ الثقيلة خارج األراضي الهندية. ومع تقدم
المفاوضات، حصل الشاب على عرض لمدة عقد كامل يمكنه من العمل مع فريقه على تطوير محركات
الصواريخ الهندية، ولكن داخل األراضي الهندية.
وعو ًضا عن قبول هذا العرض االستثنائي المدهش، رد الرئيس التنفيذي باقتراح جريء: اشترط موافقته
على أن تتحول الوكالة من تطوير الصواريخ التقليدية ذات االستخدام الواحد أو تلك المعاد استخدامها جزئيًا
إلى صواريخ عمالقة قابلة إلعادة االستخدام بالكامل، وأن تقام محطة اإلطالق فوق األراضي السعودية.
لكن وكالة الفضاء الهندية ما زالت صامتة تجاه هذا االقتراح، مع أنها تعهدت باالكتشاف العلمي والمهام
ذات المصلحة الوطنية، إال أن تعاونًا تجاريًا بهذا الحجم يتطلب مراجعة حكومية وموافقة رسمية. ال يمكن
اتخاذ القرار إال بعد تحليل استراتيجي إلطار سياسة الفضاء الهندية واألهداف الوطنية طويلة األجل.
إذا قبلت منظمة أبحاث الفضاء الهندية اقتراح ريو إيسي، فسيمثل ذلك حالة فريدة من التعاون بين القطاعين
العام والخاص، وألول مرة في التاريخ، مشروع سيتم تطويره خارج الوالية الفضائية الوطنية للهند.
تعد وكالة الفضاء الهندية من بين أكثر الوكالات إنجازاً على مستوى العالم، كما تحتفظ بمكانة تتيح
لها التركيز على عمليات الإطلاق الداعمة لمصالحها الوطنية. لكن إذا أرادت الهند تعزيز حضورها
الدولي كقوة فضائية، فإن التعاون مع نخبة من المهندسين الشباب الأكثر براعة قد يشكل خياراً
استراتيجيا. ولا سيما أن استثمارات الشرق الأوسط قد تحيل هذا المشروع إلى أعظم إنجاز فضائي خلال
القرن المقبل.
تعود بداية اهتمام ريو إيسي بإنشاء منصة إطلاق الصواريخ العملاقة في السعودية إلى اطلاعه
ً
ً على رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان السياسية والاقتصادية. حيث وجد تقاربا
كبيرا بين أهداف
الأمير وطموحاته الشخصية. هذه الرؤية التي تقوم على جذب أبرز العقول العالمية، وتحفيز الابتكار
التكنولوجي. لا يتحدث ريو إيسي عن الشرق الأوسط كقوة عالمية رائدة، بل يتضح ذلك من خلال قراره
برفض عرض الوكالة الهندية الذي كان سيمنحه موقعا متقدما في قطاع الفضاء.